بين الفصيلتين كلتيهمتا، ثم جاء ماكس مولر Max Moller بتقسيمه الثلاثي للغات، حين سمى طائفة من اللغات الأسيوية والأوربية التي لا تدخل تحت الفصيلتين السابقتين باسم اصطلاحي هو الفصيلة الطورانية Touranienne. وإنما كان الاسم اصطلاحيًّا؛ لأن أفراد الفصيلة الأخيرة متنوعة جدًّا، ومتباعدة جدًّا، وليس بينها روابط لغوية واضحة, وهذا ما دعا المحدثين من علماء اللغة إلى تقسيم ما بقي من اللغات الإنسانبة إلى تسع عشرة فصيلة، تنفرد كل فصيل منها بروابط من القرابة اللغوية في الأصول والقواعد والتراكيب، وبذلك أصبحت فصائل اللغات الإنسانية إحدى وعشرين؛ أهمها الأوليان، والباقية ثانوية متفرقة في أنحاءٍ مختلفة من العالم, ولا بد من كلمة عجلى حول الفصيلتين الهامتين.
أ- الفصيلة الهندية - الأوربية:
وهي أكثر اللغات الإنسانية انتشارًا، والشعوب الناطقة بها جليلة الأثر في الحضارة الإنسانية الحديثة, ومن العسير تحديد موطنها الأصلي, فمن ذاهب إلى نشأتها في آسية بمنطقة التركستان، ومن قائل بنشأتها في المناطق الروسية بأوروبة الشرقية، ومن أنها في مناطق بحر البلطيق.
وهي تشتمل على ثمانٍ من طوائف اللغات:
١- اللغات الآرية: بفرعيها الهندي والإيراني.
٢- اللغات اليونانية: وتشمل اليونانية القديمة، واليونانية الحديثة التي قامت على أنقاض القديمة في القرون السابقة للميلاد، ولغة اليونان في العصر الحديث.
٣- اللغات الإيطالية، وأهم فروعها: اللاتينية التي تشعبت منها الفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية ولغة رومانية.