للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بطء حركة التعريب في العالم العربي مال أكثرهم إلى تكوين لجنة جامعية من هيئة التدريس تشرف على نقل ما يوضع من دروس إلى العربية السهلة الميسرة، ودعوا الجامعات العربية إلى الإسهام في وضع المصطلح العلمي الأدق، والسعي لنشر معجم للمصطلحات العلمية والفنية والأجنبية مع جميع مقابلاتها العربية١. ولم يرَ بعضهم بأسًا في قبول طائفة من المصطلحات العلمية بألفاظها أسوة بجميع اللغات الحية، ومن بينها الروسية، فلا داعي لانفراد العرب بنقل تلك المصطلحات من اللاتينية إلى العربية دون جدوى؟ ٢

ولم يتورع بعض الباحثين -تسابقًا إلى حركة التعريب- عن اقتراح الاقتصار على التعريب الحرفي لجميع المصطلحات. فلم يكن بد من نبذ هذا الا قتراح؛ لأنه يوسع شقة الخلاف القائم في المصطلحات بحيث يكون في العالم العربي من اللغات العربيات عدد مماثل للغات الأجنبية المنتشرة فيه٣. والأفضل إذن أن نقصر التعريب على الألفاظ الدولية للمصطلحات العلمية المستعملة بألفاظها اللاتينية في جميع لغات العالم.


١ جدير بالذكر أن المكتب الدائم لتنسيق العرب أنجز الجزء الأول من "معجم الفقه والقانون"، وهو الآن يعد معجمات في كل من الرياضيات والفيزياء والكيمياء تشتمل على المصطلح العربي المقترح من قبل مختلف البلاد العربية.
٢ من الذين نبهوا إلى هذه المسألة المستشرق شارل بيلا، ففي بحثه عن "اللغة العربية والعالم الحديث" ص٥٤ يقول: "يعلم الجميع أن علماء النبات والحيوان يستعملون في العالم أجمع اسمًا ونعتًا لاتينيين لكل جنس ونوع من النبات والحيوان، فهذه الأسماء والنعوت مجمع عليها كما قلت في العالم كله. والروس أنفسهم الذين يكتبون بخط خاص يذكرون لكل حيوان ونبات اسمه ونعته باللاتينية".
٣ وحينئذ تكون مصطلحات مصر والعراق مثلا إنكليزية اللفظ، ومصطلحات سورية ولبنان فرنسية اللفظ، فتكثر بهذا السبب اللغات الإقليمية، وتتسع بينها مع الأيام شقة الخلاف.

<<  <   >  >>