للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نسبت إلى تميم ظاهرة صوتية تسمى: "بالعنعنة", هو قلب الهمزة المبدوء بها "عينًا", ومنها قول ذي الرمة:

أعَنْ ترسّمتَ من خرقاء منزلةً ... ماء الصبابة من عينيك مسجومُ

أراد "أأن ترسمت".

ومنها ما أنشده يعقوب:

فلا تُهْلِكَ الدنيا عن الدنيا واعتملْ ... لآخرة لا بد عن ستصيرها

أراد "لا بد أن".

ومن الظواهر الصوتية الغريبة، الاختلاف بين الصوت الرخو "الظاء", ونظيره الشديد وهو "الضاد"، فإننا نسنتج من كتب الرواية أن الظاء حجازية، والضاد تميمية, قال ابن سيده في "المخصص": "فاضت نفسه، خرجت, تميمية"١. وقال في موضوع آخر في غضون حديث عن "اضروري" بمعنى: أنه انتفخ بطنه من الطعام: إنه قد حكي عن أبي عمرو: "اطْرَوْرَى" بالطاء، ورواية أبي زيد "اظرورى" بالظاء، وأبو عمرو ثقة وأبو زيد أوثق منه، وقد

سألت عنه بعض فصحاء الحجاز فوافقوا أبا زيد"٢. على أن النحاة واللغويين ينظرون إلى الموضوع نظرة أخرى، فلا يبالون بهذا الاختلاف بين لهجتي تميم والحجاز، وإنما يأخذون بعين الاعتبار ما استقرت عليه الأصوات المنقطوق بها في لغة العرب الأدبية المثالية، ففي بعض الألفاظ تتعين الظاء, وفي بعضها تتعين الضاد، كما أن الصوتين يشتركان أحيانًا في عدد لا يستهان به من الألفاظ. من ذلك


١ المخصص ١٥/ ٣٦.
٢ نفسه ٥/ ٨٠.

<<  <   >  >>