للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولخم وجذام وغسان، فكتب إلى أبي بكر كرة أخرى يطلب منازلتهم، فأمره بنزالهم، وانتصر خالد على قبائل العرب، ودخل عامتهم في الإسلام١.

وعندما التقى خالد بالروم بقيادة باهان وانتصر عليهم، تقدم إلى القسطل، وهزم جيشًا آخر للروم على الشاطئ الشرقي للبحر الميت، فتجمعت قوات الروم قبالة تيماء في أعداد ضخمة، فكتب إلى أبي بكر كتابه الثالث يستمده.

وكان أبو بكر بعد أن استقر أهل اليمن منهمكًا في استنفار من حوله من المهاجرين والأنصار وأهل مكة وعماله، كعمرو بن العاص الذي كان على صدقات عمان، والوليد بن عقبة وكان على صدقات قضاعة، وكان أمر أبي بكر لهما أن يستخلفا ويندبا الناس بما يليهما لو اختاروا الجهاد فاستجاب إليهما خلق كثير٢. فأمر الخليفة عمرًا على جيش فلسطين، والوليد على جيش الأردن٣.

وما لبث خالد بن سعيد حينما وافاه الوليد بن عقبة وعكرمة وذو الكلاع أن التحم بالروم في مرج الصفر، التي دحر فيها المسلمون، وانحاز عكرمة بالجند، وفر خالد٤.

وعندما بلغت الهزيمة أبا بكر كان شرحبيل قادمًا من العراق، فاستعمله الخليفة على عمل الوليد، على أن يفصل بجند خالد بن سعيد، ودعا أبو بكر بيزيد بن أبي سفيان فأمره على ألف من أهل مكة٥. وأردفه بأخيه معاوية؛ ليفصل ببقية جيش خالد بن سعد٦.

ثم ندب الخليفة أبا عبيدة بن الجراح، وجعله على جيش عظيم فصل به إلى الشام، وأخذ أبو بكر يرغب الناس في الجهاد، فكانوا يأتون إلى المدينة حيث يوجههم إلى


١ الطبري ج٤، ص٢٠٨١.
٢ الطبري ج٤، ص٢٠٨٣.
٣ الطبري ج٤، ص٢٠٨٤.
٤ الطبري ج٤، ص٢٠٨٤، ٢٠٨٥.
٥ الطبري ج٤، ص٢٠٨٤، ابن خلدون.
٦ المرجع نفسه.

<<  <   >  >>