للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك سجل الشعر بعض الحوادث العامة في تاريخ الفتح الإسلامي، كأمر ابن الخطاب بطبخ الأنبذة حتى يذهب ثلثاها، حينما بلغه وقوع بعض الجند في الخمر. وقد روى بعض المؤرخين ارتباط ذلك بما ابتلي به المسلمون من الطاعون، فقال ذو الكلاع في رثاء الخمر:

ألم ترَ أن الدهر يعثر بالفتى ... وليس على صرف المنون بقادر

صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي ... ولست على الصهباء يومًا بصابر

رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلانها يبكون حول المعاصر١

وهكذا يعطينا الشعر في الشام صورة باهتة وناقصة لحوادث الفتح ولمشاعر الفاتحين، ولكنها تبدو أكثر إشراقًا أمام الصورة التي يعطيها لنا الشعر في فتوح مصر وإفريقية.


١ الإصابة ج٢، ص١٨٣.

<<  <   >  >>