للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زوجها إلى الجبن، وما كان من ندائها: "وامثنياه ولا مثنى للخيل اليوم" فلطمها سعد وأغضبها، فقالت: أجبنا وغيرة؟ وباتت مغاضبة له ليلة أرماث وفيها أطلقت أبا محجن ثم قصت خبره معها على سعد بعد أن صالحها١. والطبري يصرح في رواية له بأن سعدًا حبس أبا محجن وسواه؛ لأنهم اختلفوا عليه وشغبوا٢.

أما ما يذكر عن حده في القادسية وشعره الذي يصر فيه على الخمر، ففي رأينا أنه نتيجة لما أحاط بقصة أبي محجن من التأثيرات الشعبية، والتزيد في أخباره كما سنرى فيما بعد.

ولنا أن نلاحظ على شعر هؤلاء الشعراء القدامى في الفتوح برغم قلة ما وصل إلينا منه قلة التأثيرات الإسلامية، كما يتضح فيما عرضنا له من شعرهم، وما سنعرض له لدى دراستنا لنموذج منهم وهو: عمرو بن معديكرب الزبيدي. على حين نجد بعض الشعراء القدامى قد امتلأ شعرهم بهذه التأثيرات مثل: النابغة الجعدي، وعروة بن زيد الخيل، وقد ادخرنا الحديث عنهما إلى حين، عندما نعرض للطوابع الإسلامية في شعر الفتوح.

وفضلًا عن هؤلاء وأولئك نجد بعض الشعراء القدامى الذين اشتركوا في الفتح لم يخلفوا لنا شيئًا من شعرهم في هذا السبيل، مثل: الحطيئة والشماخ.


١ الأغاني ج٢١٤، ص١٤٠.
٢ الطبري ج٥، ص٢٢٨٨، ابن سلام، ٢٢٦.

<<  <   >  >>