للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جذعت على الماهات في ألف فارس ... بكل فتى من صلب فارس خادر

هتكت بيوت الفرس يوم لقيتها ... وما كل من يلقى الحروب بثائر

جست ركاب الفيرزان وجمعه ... على فتر من جرينا غير فاتر

هدمت بها الماهات والدرب بغتة ... إلى غاية أخرى الليالي الغوابر١

ويتناول هذه الوقعة في مقطوعة أخرى، يصور فيها متابعته للفيرزان، وما كان من سقوط الفرس في خندق نهاوند، المسمى وادي خرد، فيقول مفتخرًا بصنيعه:

ويوم نهاوند شهدت فلم أحم ... وقد أحسنت فيه جميع القبائل

عشية ولي الفيرزان موايلا ... إلى جبل آب حذار القواصل

فأدركه منا أخو الهيج والندى ... فقطره عند ازدحام العوامل

وأشلاؤهم في وادي خرد مقيمة ... تنوبهم عبس الذئاب العواسل٢

وقد تناول هذه المعركة كرة أخرى، مفتخرًا بقومه الذين أبلوا معه فيها بلاء حسنًا، وكأنه يدفع عنهم اتهامًا بالتقصير، ويعدد فعالهم بالفرس يوم نهاوند فيقول:

رمى الله من ذم العشيرة سادرا ... بداهية تبيض منها المقادم

فدع عنك لومي لا تلمني فإنني ... أحرط حريمي والعدو الموائم

فنحن وردنا في نهاوند موردا ... صدرنا به والجمع حران داحم

ونحن حبسنا في نهاوند خيلنا ... لشر ليال أنتجت للأعاجم

فنحن لهم بينا ونصل سجلها ... غداة نهاوند لإحدى الفطائم

ملأنا شعابا في نهاوند منهم ... رجالًا وخيلًا أضرمت بالضرائم

وراكضهن الفيرزان على الصفا ... فلم ينجه منها انفساح المخارم

ألا أبلغ أسيدًا حيث سارت ويممت ... بما لقيت منا جموع الزمازم


١ ياقوت ج٤، ص٤٠٥.
٢ ياقوت ج٤، ص٨٩٦.

<<  <   >  >>