للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غداة هووا في واي خرد فأصبحوا ... تعودهم شهب النسور القشاعم

قتلناهم حتى ملأنا شعابهم ... وقد أنعم اللهب الذي بالصرائم١

ويصف أسلحة المسلمين في هذه الواقعة التي أثار المسلمون فيها الفرس بالرمي، ثم لجئوا إلى السيوف عندما خرجوا إليهم، فيقول مشيدًا بالمسلمين:

هم هدموا الماهات بعد اعتدالها ... بصحن نهاوند التي قد أمرت

بكل قناة لدنة برمية ... إذا كرهت لم تنتنى واستمرت

وأبيض من ماء الحديد مهند ... وصفراء من تبع إذا هي رنت٢

وفي ليلة الهرير: رأى القعقاع صديقه العزيز خالد بن يعمر التميمي يدافع الفرس ويبلي بلاء الأبطال، فأشاد بصنيعه، وقال في ذلك:

حضض قومي مضر حي بن يعمر ... فلله قومي حين هزوا العواليا

وما خام عنها يوم سارت جموعنا ... لأهل قديس يمنعون المواليا٣

ولكن صديقه لا يلبث أن يسقط مجندلًا، فينطلق القعقاع وكأنه "آشيل" يرى صديقه "باتروكلوس" صريعًا، فيحس الفرس بسيفه مزاحفًا، دون أن يأذن له سعد، ويقول معبرًا عن أحاسيسه في هذه اللحظة، وما انطوى عليه صدره من غيظ ورغبة في الثأر:

سقى الله يا خوصاء قبر ابن يعمر ... إذا ارتحل الغار لم يترحل

سقى الله أرضًا حلها قبر خالد ... ذهاب غواد مدجنات تجلجل

فأقسمت لا ينفك سيفي يحسهم ... فإن زحل الأقوام لم أتزحل٤


١ ياقوت ج٤، ص٨٢٧، ٨٩٦.
٢ ياقوت ج٤، ص٤٠٥.
٣ ياقوت ج٥، ص٢٣٢٦.
٤ الطبري ج٥، ص٢٢٣٠.

<<  <   >  >>