للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقعقاع الفارس الذي يشيد ببلائه في شعره لا يجد غضاضة في الشهادة بقدرة أعدائه، وبلائهم في الدفاع عن أرضهم، فيصور شجاعتهم وحمايتهم لبلادهم فيقول فيما كان من دفاع العرب الذين حشدهم الفرس بين الولجة وكثرتهم من بكر بن وائل:

ولم أرَ قومًا مثل قوم رأيتهم ... على ولجات البر أحمى وانجبا

وأقل للرواس في كل مجمع ... إذا ضعضع الدهر الجموع وكبكبا١

وعندما يجتمع الفرس والروم على ملاقاة المسلمين بالفراض، يصور القعقاع التقاء هذا الحلف وإبادة المسلمين لهم حتى صرعوا كالأغنام، قال:

لقينا بالفراض جموع روم ... وفرس عمها طول السلام

أبدنا جمعهم لما التقينا ... وبيتنا بجمع بني رزام

فما فتئت جنود السلم حتى ... رأينا القوم كالغنم السوام٢

وفي يوم أغواث قدم رسول من الخليفة بأربعة جياد وأربعة سيوف، لتقسم في أهل النجدة والبلاء، فاستحق القعقاع جوادًا لما قدم في هذا اليوم فيذكر هذه المكافأة ويشيد ببطولته:

لم تعرف الخيل العراب سواءنا ... عشية أغواث بجنب القوادس

عشية رحنا بالرماح كأنها ... على القوم ألوان الطيور الرسارس٣

وخلف القعقاع بعض أراجيز كان يهدر بها عند لقاء الفرس في القادسية والروم في اليرموك، ففي يوم اليرموك كان على أحد كراديس القلب، يفعل بالروم الأفاعيل، ويجندل أبطالهم، وهو يرتجز بقوله:

يا ليتني ألقاك في الطراد ... قبل اعترام الجحفل الوراد

وأنت في حلبتها الوراد٤


١ ياقوت ج٤، ص٩٣٦.
٢ ياقوت ج٣، ص٨٩٤.
٣ ياقوت ج١، ص٣٢١.
٤ الطبري ج٤، ص٢٠٩٧.

<<  <   >  >>