للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي القادسية -في زحوفه الثلاثين يوم أغواث- كان يرتجز في كل زحف يحمل فيه، من مثل قوله:

أزعجهم عمدًا بها إزعاجا ... أطعن طعنًا صائبًا ثجاجا

أرجو به من جنة أفواجا١

وكانت آخر حملاته في هذا اليوم تلك التي قتل فيها يزرجهر، فأنشد وهو يسقيه كأس حتفه:

حبوته جياشة بالنفس ... هدارة مثل شعاع الشمس

في يوم أغواث فليل الفرس ... أنخس بالقوم أشد النخس

حتى تفيض معشري ونفسي٢

وكان رجزه بشيرًا بالنصر، عندما تناهى صوته إلى سعد، وهو يقول:

نحن قتلنا معشرًا وزائدا ... أربعة وخمسة وواحدا

تحسب فوق اللبد الأساودا ... حتى إذا ماتوا دعوت جاهدا

الله ربي واحترزت عامدًا٣

وهكذا نرى شعر القعقاع يمتد فيشمل جميع أغراض الشعر في هذا المقام، ويصور جوانب الحياة المختلفة في الفتوح الإسلامية تصويرًا دقيقًا، يجعل الاعتماد على شعره أمرًا ضروريًّا لكل من يُعْنَى بدراسة الفتوح، ورسم صورة كاملة لجميع أقطارها.

وكذلك كان رجزه أحد العوامل المثيرة في إقدامه وإقدام جنده في هذه الحملات العديدة التي صممها وقادها في اليرموك والقادسية.

ويكاد يكون شعره استغرق كل موضوعات الشعر التي خاض فيها شعر الفتح جميعه، اللهم إلا شعر الحنين، فلسنا نعرف له في هذا الموضوع شيئًا، وإن كنا نرجح أن سبب هذا وجود جموع كبيرة من أبناء عمومته معه في حرب العراق، ووجود زوجته


١ الطبري ج٥، ص٢٣١١.
٢ مروج الذهب ج٢، ص٢٠٦.
٣ الطبري ج٥، ص٢٣٣٣.

<<  <   >  >>