للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول عمرو بن شأس الأسدي:

وداعية بفارس قد تركنا ... تبكي كلما رأت الهلالا١

وكذلك كان شأن الروم، إذا انهارت دولتهم، وأقبلت الشام العريضة بما عليها ومن عليها تلقي بنفسها وبخيراتها إلى المسلمين، كما يقول زياد بن حنظلة:

وأقبلت الشام العريضة بالذي ... أراد أبو حفص وأزكى وأزيدا

فقسط فيما بينهم كل جزية ... وكل رفاد كان أهنا وأحمدا٢

وعندما طرد المسلمون أرطبون من أجنادين إلى بيت المقدس شريدًا فطموا الروم عن الشام، كما يقول زياد أيضًا:

ونحن تركنا أرطبون مطردا ... إلى المسجد الأقصى وفيه حسور

فطمنا به الروم العريضة بعده ... عن الشام أدنى ما هناك شطير٣

وها هي دولة الفرس تبيد، ويصبح الفرس رعاة الشياه للمسلمين، وكأن ملكهم كان حلمًا وليس هذا إلا بما نصر الله به المؤمنين، وما كانوا ليهتدوا إلا أن هداهم الله. يقول النابغة الجعدي:

يأيها الناس هل ترون إلى ... فارس بادت وجدها زعما

أمسوا عبيدا يرعون شاءكم ... كأنما كان ملكهم حلما

أو سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما٤

وها هي دولة الروم تبيد وتصبح فيئًا للمسلمين، وعيشًا خصيبًا لهم، يقول زياد بن حنظلة:

وألقت إلينا الشام أفلاذ بطنها ... وعيشا خصيبا ما تعد مآكله

أباح لنا ما بين شرق ومغرب ... مواريث أعقاب بنتها قرامله٥


١ الطبري ج٥/ ٢٣٠٣.
٢ الطبري ٥/ ٢٤١١.
٣ ياقوت ج١/ ١٣٦.
٤ أسد الغابة ج٥/ ص٣، "ابن قتيبة" ج١، ص٢٥٣.
٥ الطبري ج٥/ ٢٤١١.

<<  <   >  >>