للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا الإحساس وحده نفى المسلمون فارسًا عما أرادت وأبادوها، وكانت ثابتة الأركان ممتدة السلطان، كما يقول عمرو بن شأس الأسدي:

نفينا فارسًا عما أرادت ... وكانت لا تحاول أن تريم١

ولم تعد فارس عرين أسود، وإنما سارت بأيدي المسلمين حظيرة كلاب نابحة، لا يقيم لها المسلمون وزنًا، كما يقول الراجز:

وإنما تلقون عند الصائحة ... من آل ساسان الكلاب النابحة٢

وهي لا تزال تعوي تحت ضربات المسلمين في معارك حامية الأوار، كتلك التي قادها النعمان بن مقرن يوم أربك حيث يقول:

عوت فارس واليوم حام أواره ... بمحتفل بين الدكاك أربك٣

والفرس ليسوا إلا أنعامًا، لا حول لهم ولا قوة أمام المسلمين الذين يصرعونهم على الآكام، كما يقول زهرة بن حوية:

وصرعوا الفرس على الآكام ... كأنهم نعم من الأنعام٤

وهم أيضًا أجساد نجسة مجوسية مشركة، كما ينعتهم نافع بن الأسود في قوله:

فضضت جموع الفرس ثم أنمتهم ... فتبا لأجساد المجوس النجائس٥

وهذا مجد فارس تهدمت أركانه، ولم يعد هنالك إلا الإماء والثواكل النائحات تبكين وتعولن على المجد الضائع تحت سيوف المنتصرين، يقول القعقاع بن عمرو:

فنحن الألى فزنا بحلوان بعدما ... أرنت على كسرى الإما والحلائل٦


١ الاستيعاب ٧٤٥.
٢ ياقوت ج١/ ١٨٥.
٣ الطبري ٥/ ٢٤٤٩.
٤ الطبري ٥/ ٢٤٧٢.
٥ ياقوت ج٢/ ٣١٧.
٦ الطبري ج٥/ ٢٣٠٣.

<<  <   >  >>