للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فظلت بلاد النرسيان وتمره ... مباحًا لمن بين الديار الأضافر

أبحنا حمى قوم وكان حماهم ... حرامًا على من رامه بالعساكر١

وها هم المسلمون يغلبون ملوك الجزيرة، فيشلون حركتهم، ولا يستطيعون معاونة حلفائهم من الروم، كما قال عياض بن غنم:

غلبوا الملوك على الجزيرة فانتهوا ... عن غزو من يأوي بلاد الشام٢

وهذه كنوز المرء كسرى، تلقى في حجورهم، كما يقول نافع بن الأسود:

وانتشلنا خزائن المرء كسرى ... يوم ولوا وحاض منا جريضا٣

وها هم المسلمون يذيقونهم ما لم يقدروا وما لم يحتسبوا، فإذا بهم يتنادون بقبول الجزية صاغرين، كما يقول عبد الله بن بشير بن عامر:

غداة رأوا الخيل العراب مغيرة ... تقرب منهم أسدهن الكوالحا

تنادوا إلينا واستجاروا بعهدها ... وعادوا كلابًا في الديار نوابحا٤

ويعبر عمرو بن مالك الزهري عن هذا المعنى فيقول:

فنادوا إلينا من بعيد بأننا ... ندين بدين الجزية المتواتر٥

وهذا الأسود بن قطبة يفخر بأن الفرس قد دفعوا إليه بفدية الأسرى وأنفهم راغم، فيقول:

ألا أبلغا عني الغريب رسالة ... فقد قسمت فينا فيوء الأعاجم

وردت علينا جزية القوم بالذي ... فككنا به عنهم ولاة المعاصم٦


١ ياقوت ج٤/ ٧٧٤.
٢ ياقوت ج٢/ ص٧٤.
٣ الطبري ٥/ ٢٤٣٤.
٤ ياقوت ج٢، ص٤١٢.
٥ ياقوت ج٢/ ٦٥.
٦ الإصابة ج١، ص١٠٨.

<<  <   >  >>