للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هوانهم على المسلمين، وخذلانهم أمام الحق الأبلج، فهم أناس لا يدافعون عن فكرة كما يفعلون، ولا يحامون عن الحقيقة كما يحامون.

والفرس مجوس لا يعرفون الله الذي هدى العرب إلى الإسلام، وليس لهم كتاب يهديهم إلى الحق، فهم في معصية الله، ولكن المسلمين في طاعته يقول الأسود بن سريع التميمي:

أطاعوا ربهم وعصاه قوم ... أضاعوا أمره فيمن أضاعوا

مجوس لا ينههما كتاب ... فلاقوا كبة فيها قبوع١

وهذا أوس بن بجير الطائي يقرر هذه الحقيقة؛ إذ يقول:

ليت أبا بكري يرى من سيوفنا ... وما نجتلي من أذرع ورقاب

ألم ترَ أن الله لا رب غيره ... يصب على الكفار سوط عذاب٢

وقد راح الفاتحون يصورون الفرس في صور مختلفة، معبرين بذلك عن استهانتهم واحتقارهم. فهذه قصورهم قد آل ما بقي منها إلى المسلمين، وخرب منها ما خرب، حتى عادت كأضراس الكلاب، كما يقول عاصم بن عمرو في قصور الحيرة:

حصرنا في نواحيها قصورا ... مشرفة كأضراس الكلاب٣

وقد حطهم المسلمون من هذه القصور فزلزلوا عروشهم، كما يقول القعقاع بن عمرو:

حططناهم منها وقد كان عرشهم ... يميل به فعل الجبان المخالف٤

وهذه بلادهم المنيعة الحصينة التي كانت حرامًا لا يرام بالحشود، أصبحت حلالًا للمسلمين مباحًا، وأصبح تمر النرسيان الذي لم يكن يأكله إلا الأكاسرة طعامًا حلالًا لهم، كما يقول عامر بن عمرو:


١ الطبري ج٥/ ٢٥٤١.
٢ الإصابة ج١/ ١١٧.
٣ ياقوت ج٢/ ٢٧٥.
٤ الطبري ج٤/ ٢٠٤٧.

<<  <   >  >>