للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو في فخر جندي بقائده، مثل قول أحد جنود المثنى في سوق الأنبار:

وللمثنى بالعال معركة ... شاهدها من قبيلة بشر

كتيبة أفزعت بوقعتها ... كسرى وكاد الإيوان ينفطر

وشجع المسلمين أن حذروا ... وفي ضروب التجارب العبر

سهل نهج السبيل فافتقروا ... آثاره والأمور تقتفر١

وكما فخر أحد جنود البراء بن عازب به في قوله:

قد تعلم الديلم إذ تحارب ... لما أتى في جيشه ابن عازب

بأن ظن المشركين كاذب ... فكم قطعنا في دجى الغياهب

ومن جبل وعر ومن سباسب٢

وكذلك يذهب بعض الشعر في الرثاء، كرثاء هذا الشاعر لعامة شهداء المسلمين عند نقل رفاتهم إلى مشرق بالقادسية؛ إذ قال:

جزى الله أقوامًا بجنب مشرق ... غداة دعا الرحمن من كان داعيا

جنانا من الفردوس والمنزل الذي ... يحل به م الخير من كان باقيا٣

ونجد كثرة من الشعر تنصرف في باب الحنين وشكوى الاغتراب، وتروي بعض الروايات أنه كان مما يترنم به٤، من مثل قول القائل:

أقمرية الوادي التي خان إلفها ... من الدهر أحداث أتت وخطوب

تعالي أطارحك البكاء فإننا ... كلانا بمرو الشاهجان غريب٥


١ البلاذري ٢٥٠، ياقوت ج٣/ ٥٩٣.
٢ ياقوت ج٤/ ٨٨.
٣ ياقوت ج٤/ ٥٢٩.
٤ ياقوت ج٢/ ٥١٠.
٥ المرجع نفسه، وانظر ج٢/ ٢٠٧، ١٩٩، ج٤/ ٧٤٧، ٧٤٨، ٧٤٩.

<<  <   >  >>