للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعاهد معها وشكل منها كتيبته كانت من بكر وإياد وتغلب والنمر ولخم سكان هذه المناطق، فضلًا عن قبيلته شيبان التي كانت تنزل البحرين.

وقد صدع خالد بن الوليد بأمر أبي بكر الذي ألقاه إليه وهو باليمامة١ عقب فراغه من مسيلمة، فنهد في اللواء الذي عقده له أبو بكر لحرب المرتدين في بني أسد وبني تميم، وهو لواء اختاره خالد بنفسه، فكان من أمنع الألوية وأقواها، وكان به خيرة المقاتلة من المهاجرين والأنصار٢. وانضم إلى هذا اللواء قوم عدي بن حاتم من طيئ، فقاتلوا طليحة بن خويلد مع المسلمين. وكذلك فعل كثرة جديلة، فلحق بالمسلمين منهم ألف راكب٣، ولقد كثر في هذا اللواء القتلى من الحفاظ، فقل عدده وتناقص بعد ذلك، حينما أمر أبو بكر بتسريح من يرغب في الرجوع، وكثرتهم من أهل المدينة، وبألا يستفتح بمتكاره. وأمد أبو بكر خالدًا حين استمده بالقعقاع بن عمرو التميمي، ولما سأله الناس أتمد رجلًا قد انفض عنه جنده برجل واحد؟! قال: "لا يغلب جيش فيه مثل القعقاع، إن صيحته في الجيش بألف رجل"٤، وبعث إليه مع القعقاع بأن يستنفر من قاتل أهل الردة، ومن ثبت على الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستنفر خالد الأمراء الأربعة: حرملة وسلمى والمثنى ومذعور، وكانوا في ثمانية آلاف من ربيعة ومضر، إلى ألفين كانوا معه، وقدم بهم على جند المثنى، ويذكر أنه كان ثمانية آلاف٥.

أما عياض بن غنم الذي كان عليه أن يأتي العراق من أعلاه ليلتقي مع خالد في الحيرة٦، فإنا لا نعلم شيئًا عن تكوين جنده، ولا تفيد الروايات عنه خبرًا، وإن كان المظنون أن كثرته كانت من ربيعة ومضر.

وبطبيعة الحال لم تبقَ هذه النواة على حالتها الأولى؛ إذ انضم إليها وانسلخ عنها جند كثيرون، والتقى خالد بهذا الجيش مع الفرس في سلسلة من المعارك، انتصر فيها


١ الطبري ١/ ٤/ ٢٠٢١.
٢ الطبري ١/ ٤/ ٢٠٢٢.
٣ هيكل، أبو بكر ص٢١٩.
٤ الإصابة ج٥، ص٢٤٤.
٥ هيكل، أبو بكر ص٢١٩.
٦ الطبري ١/ ٤/ ٢٠٢١.

<<  <   >  >>