وتأسيسًا على ما تَقَدَّمَ, فإن أساليب التحرير في مقال طه حسين تنبع من رؤياه الفنية، التي تحدد التنظيم الشكلي لأجزائه، وطبيعة كل جزء من هذه الأجزاء، والقواعد التي تحدد وتحكم العلاقة بينها, ذلك أن طبيعة طه حسين ومقوماته في الاتصال الصحفي، واتجاهاته نحو قرائه، كلها اهتمامات متشابكة متداخلة تضفي على أجزاء الرؤيا الفنية في مقاله قدرًا كبيرًا من التماسك والترابط.
ومن الطبيعي -إذن- أن تتجه هذه الريا الفنية عند طه حسين إلى خَلْقِ أساليب فنية جديدة في تحرير المقال، مما دفعه في كثير من الأحيان إلى الخروج على الأشكال المألوفة، وإلى توسيع الأبعاد الفنية للمقال إلى مستوى التنبؤ العام الشامل، في محاولة التوفيق بين هذه الرؤيا وبين الاستجابة لموضوعات الساعة والقضايا المباشرة، ولضرورات وسيلة الاتصال الصحفي بالجماهير.