للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كان ينتظر من الزائرين فنهضنا مقدِّمين إليه أطيب التحيات وأصدق الأماني"١.

وإذا كنا قد وجدنا عباس العقاد أول من يجري حديثًا صحفيًّا مع وزير مصري في حديثه مع سعد زغلول، وفتح بذلك صفحة جديدة في تاريخ الصحافة المصرية٢. فإننا نلاحظ أيضًا أن زملاءه في المدرسة التجديدية، قد استخدموا هذا الفن استخدامًا عارضًا في سيرتهم الصحفية، بما يخدم فن المقال بالدرجة الأولى، كما وجدنا عند الدكتور حسين هيكل٣ الذي اعتمد في تحرير الحديث على "أقوال مأخوذة من المتحدث بأسلوبه, مع بعض فقرات محدودة عن موضوع الحديث". وكما نجد عند طه حسين، حين يضطر إلى إجراء الحديث لجمع الحقائق اللازمة لتحرير المقال، أو لتدعيم حملته الصحفية على نحوٍ ما يبين من مقال: "في وزارة المعارف - عند الوزير"٤ ضمن حملته في إصلاح التعليم, يقول طه حسين:

"نعم. لم أكد استقر عند وزير المعارف حتى قال: سأفتتح لك الحديث, وسأفتتحه بالمسألة التي تعنيني بنوع خاص وأظنها تعنيك بنوعٍ خاصٍّ أيضًا, وهي مسألة الجامعة"٥ على أن هذا الاستخدام العارض عند طه حسين، استخدام وظيفي، يخدم أغراض المقال ووظائفه، كما يضيف إلى مقوماته سمات فنية، مثل: إجراء الحوار والتصوير الواقعي، والبساطة التي يكشف عنها حديثه الصحفي، وسنجد هذه المقومات أوضح ما تكون في "فن العمود الصحفي"، حين يتحوَّل المقال إلى "حديث" بين "الطالب الفتى" و"أستاذه الشيخ"، وهي أمور تشير إلى وحدة الفنون المقالية في صحافة طه حسين، والتي تكتسب مقوماتها من مقومات الاتصال الصحفي بالجماهير.

ونحاول في إيجازٍ شديد أن نستخلص الخصائص التي تميز بها التقرير الصحفي عند طه حسين:

أ- العناية بالعنوان:

وعناية طه حسين بالعنوان يتوسَّل بها في التصوير الواقعي لمضمون التقرير، كبديل للصور الفوتوغرافية، ولذلك يمتاز العنوان بالتبعير الوصفي المناسب لجو التقرير, ومن ذلك في رسائله الصحفية:


١ السياسة الأسبوعية في ٤ ديسمبر ١٩٢٦.
٢، ٣ أجرى العقاد حديثه مع سعد زغلول صباح الخميس الحادي والعشرين من مايو ١٩٠٨, ونشره في صحيفة "الدستور", عبد العزيز شرف: عباس العقاد بين الصحافة والأدب" ص٧٣، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.
٤، ٥ السياسة في ٥ نوفمبر ١٩٢٣.

<<  <   >  >>