للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الألفاظ اللغوية والعرفية المتكررة في الفقه ضبطا لمشكلها، وخفي معانيها فيقول: هي مفتوحة، أو مضمومة، أو مكسورة، مخففة أو مشددة، مهموزة أو لا، عربية أو أعجمية أو معربة، وهي التي أصلها عجمي وتكلمت فيها العرب، مصروفة أم لا، مشتقة أو لا، مشتركة أم لا، مترادفة أم لا١.

وأن المهموز والمشدد يخففان أم لا، وأن فيها لغة أخرى أم لا، ويبين ما ينضبط من قواعد التصريف ونحو ذلك، وإذا وقعت مسألة غريبة لطيفة، أو مما يسأل عنه في المعاياة نبه عليها، وعرفهم حالها، ويكون تعليمه إياهم كل ذلك تدريجا شيئا فشيئا، فيجتمع لهم مع طول الزمان جمل كثيرة٢، والله أعلم.

ومن ذلك أن يحرضهم على الاشتغال في كل وقت، ويطالبهم بإعادة محفوظاتهم، فمن وجده حافظا مراعيا لمحفوظاته ومهماته وقواعده أثنى عليه وأشاع ذلك، ومن وجده مقصرا عنفه وأعاده له ليحفظه حفظا راسخا٣.

ومن ذلك ينبغي له أن يطرح على أصحابه ما يراه من مستفاد المسائل ويختبر بذلك أفامهم، ودليل ذلك ما رواه الشيخان عن ابن عمر٤ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من الشجر شجرة ... " ٥ الحديث.


١ كتاب العلم للنووي ص٩٧.
٢ كتاب العلم للنووي ص٩٧.
٣ كتاب العلم للنووي ص٩٧.
٤ هو أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي: صحابي، من أعز بيوتات قريش في الجاهلية، كان جريئا جهيرا، نشأ في الإسلام، وهاجر إلى المدينة مع أبيه، وشهد فتح مكة، ومولده ووفاته فيها سنة ٧٣. الإصابة ترجمة ٤٨٢٥، ونكت الهميان ١٨٣.
٥ الحديث في البخاري "٦١ و١٣١", وفيه: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل الرجل المسلم، حدثوني ما هي؟ " قال عبد الله: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال: فاستحييت فقالوا: يا رسول الله، ما هي؟ قال: "هي النخلة" قال عبد الله بن عمر: فحدثت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالذي وقع في نفسي، قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إلَيَّ من أن يكون لي كذا وكذا. وانظر أيضا تفسير ابن كثير ٢/ ٥٣١، ومسند أحمد ٢/ ١٢، وفتح الباري ١/ ١٤٥، وتحفة الأحوذي ٨/ ١٣٥، والفردوس بمأثور الخطاب ١/ ٢١١.

<<  <   >  >>