للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على كل حال، أو أعجبه شيء: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولمن أتاه خبر صالح: اللهم لك الحمد شكرا، ولك المن فضلا، ولمن غضب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولمن قام من مجلسه: سبحان الله وبحمده، وفي رواية: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وفي رواية: اللهم تب علي واغفر لي ثلاثا، وفي رواية: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين١.

ومنها: إذا تعددت الدروس٢ أن يقدم أشرف العلوم وأهمها، فيقدم التفسير ثم الحديث ثم الفقه، ثم الأصول أصول الدين ثم أصول الفقه ثم المذهب ثم الخلاف أو النحو أو الجدل، وبعضهم أخَّر الجدل عن الخلاف، وكان بعضهم يختم درسه٣ برقائق تفيد تطهير الباطن، فإن كان في مدرسة لواقفها في الدروس شرط اتبعه ولا يخل بما هو أهم ما بنيت له تلك البنية ووقفت لأجله.

ومنها: ألا يطيل٤ مجلسه تطويلا يملهم أو يمنعهم فهم الدرس وضبطه؛ لأن المقصود إفادتهم وضبطهم، فإذا صاروا إلى هذه الحالة فات المقصود، ولا يقصره تقصيرا يخل، فيراعي المصلحة في التطويل والتقصير.

ومنها: ألا يدرس٥ وبه ما يزعجه ويذهب استحضاره؛ كمرض أو جوع أو عطش٦ أو مدافعة حدث أو شدة فرح أو غم أو غضب أو نعاس أو قلق، ولا


١ هذه الآيات آخر سورة الصافات "الآيات: ١٨٠ و١٨١ و١٨٢" انظر تفسير الطبري ١٠/ ٥٤٢-٥٤٣، والقرطبي ١٥/ ١٤٠ و١٤١.
٢ تذكرة السامع والمتكلم ٣٥.
٣ تذكرة السامع والمتكلم ٣٧.
٤ تذكرة السامع والمتكلم ٣٨.
٥ تذكرة السامع والمتكلم ٣٣.
٦ قلت: هذا من أعظم الأمور التي لوحظت في الدرس من القرون السالفة إلى هذا العصر، وقد حكي أن أبا يوسف -رحمه الله تعالى- كان يذاكر الفقه مع الفقهاء بقوة ونشاط، وكان صهره عنده يتعجب في أمره ويقول: أنا أعلم أنه جائع منذ خمسة أيام ومع ذلك يناظر بقوة ونشاط، وانظر تعليم المتعلم للزرنوجي ٢١.

<<  <   >  >>