٢ تذكرة السامع والمتكلم ٤٢، وقد قال العلماء: كلمة "لا أدري" نصف العلم، لنا أمثلة عالية في هذا التعليم، وذلك عن الإمام الجليل، إمام الكوفيين في اللغة والنحو؛ حيث قال أبو عمر الزاهد وهو غلام ثعلب: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء، فقال: لا أدري، فقال له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فقال له أبو العباس ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت. وقيل: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري لكثرة ما يقولها، واعلم أن قول المسئول لا أدري لا يضع من قدره كما يظنه بعض الناس الجهلة بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته. تذكرة السامع والمتكلم ٤٢-٤٣. ٣ تذكرة السامع والمتكلم ٤٢. ٤ هو أبو بكر، محمد بن الحسن بن دريد الأزدي: من أئمة اللغة والأدب، ولد في البصرة، وانتقل إلى عمان، وعاد إلى البصرة، ثم رحل إلى نواحي فارس، فقلده "آل ميكال" ديوان فارس، ثم رجع إلى بغداد، وأقام بها حتى وفاته، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية الشهيرة، وله ديوان شعري مطبوع، توفي في سنة ٣٢١هـ. تاريخ بغداد ٢/ ١٩٥، ووفيات الأعيان ٤/ ٣٢٣.