للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع الإصغاء إليه والإقبال عليه، فله أن يسأل الشيخ إعادته أو تفهيمه بعد بيان عذره بسؤال لطيف١.

ومنها: ألا يسأل عن شيء٢ في غير موضعه، ففاعل ذلك لا يستحق جوابا، إلا أن يعلم من حال الشيخ أنه لا يكره ذلك، ويغتنم سؤاله عند طيب نفسه وفراغه، ويتلطف في سؤاله ليحسن في جوابه، قال صلى الله عليه وسلم: "الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم"٣.

ومنها: ألا يستحي٤ من السؤال عما أشكل عليه، بل يستوضحه أكمل استيضاح، فمن رق وجهه رق علمه، ومن رق وجهه عند السؤال، ظهر نقصه عند اجتماع الرجال، وقال ابن شهاب: العلم خزائن ومفتاحه المسألة٥، وإذا قال له الشيخ: أفهمت؟ فلا يقل نعم قبل أن يتضح له المقصود من المسألة إيضاحا جليا؛ لئلا يكذب ولا يستحي من قوله لم أفهم٦؛ لأن استثباته يحصل له مصالح عاجلة وآجلة٧، فمن العاجلة: حفظ المسألة وسلامته من الكذب وإظهار فهم ما لم يكن فهمه، واعتقاد الشيخ اعتناءه بالعلم ورغبته وكمال عقله وورعه ونصحه لنفسه، ومن الآجلة ثبوت الصواب في قلبه دائما، وعن الخليل ابن أحمد: منزلة الجهل بين الحياء والأنفة٨.

ومنها: أن يكون ذهنه حاضرا مع الشيخ٩، فإن أمره بشيء بادر إليه ولم يعاوده فيه، وإذا ناوله شيئا تناوله التلميذ باليمين، وإذا تناول هو شيئا تناوله


١ تذكرة السامع ١٠٦.
٢ تذكرة السامع ١٥٧.
٣ المعجم الأوسط ٧/ ٥٦ و٥٧، وشعب الإيمان ٥/ ٢٥٤، وفيض القدير ٣/ ١٨١، وتهذيب الكمال ٢٩/ ٢٣٠، وكشف الخفاء ١/ ١٧٩، ومجمع الزوائد ١/ ١٦، وصفوة الصفوة ١/ ٢١٢.
٤ تذكرة السامع ١٥٦.
٥ سنن الدارمي ١/ ٤٥٨، حديث رقم ٥٦٦.
٦ تذكرة السامع ١٥٧.
٧ تذكرة السامع ١٥٧.
٨ تذكرة السامع ١٥٧.
٩ تذكرة السامع ١٠٨-١٠٩.

<<  <   >  >>