للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجلس حيث انتهى به المجلس كما ورد في الحديث١، فإن قدمه الشيخ والحاضرون فليتقدم لانتفاع الحاضرين بمذاكرته مع الشيخ أو لكبر سنه أو لصلاح٢.

ومنها: أن يحرص على قربه من الشيخ ليفهم منه بلا مشقة بشرط ألا يرتفع على أفضل منه٣، ولا يؤثر بقربه من الشيخ إلا من هو أولى منه، ولا يقرب من يتسبب فيه إلى قلة أدب، وإذا سبق التلميذ إلى مكان في مجلس الدرس وألفه كان أحق به، فليس لغيره أن يقيمه منه، ولا يبطل حقه بانقطاعه يوما أو يومين مثلا لضرورة إذا حضر، والكلام فيه كالكلام في محترف إذا ألف مكانا من شارع، والمسألة مشروحة في محلها من كتب الفقه، واعلم أنه إذا كان الشيخ في صدر المكان فأفضل الجماعة أحق بما على يمينه ثم شماله، وقد جرت العادة٤ في مجالس التدريس بجلوس المتميزين قبالة وجه المدرس والمبجلين من معيد٥ وزائر عن يمينه يساره٦، وينبغي أن يتأدب٧ مع رفقته


١ عن جابر بن سمرة قال: كنا إذا أتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس أحدنا حيث انتهى. الأدب المفرد ١٦٤.
٢ تذكرة السامع ١٤٧.
٣ تذكرة السامع ١٤٧.
٤ تذكرة السامع ١٤٩.
٥ المبجلون: هم المعظمون ممن حضر من العلماء، والمتميزون من الطلبة عن الشيخ علما وفضلا، والمعيد: هو الذي يعيد الدرس بعد إلقاء الشيخ الخطبة على الطلبة، كأنه معين الشيخ على نشر علمه وتثبيت خطباته وإملائه في أذهان الطلاب شرحا وبسطا، ومعاون للطلبة في إعادة المحفوظات والمراجعة في المذكرات، فهو دون الشيخ وأعظم درجة من عامة الطلبة، وفي تاج العروس: وقال شمر: المعيد من الرجال: العالم بالأمور الذي ليس بغمر، والحاذق المجرب.
٦ قال الحافظ جعفر بن محمد: ما رأيت في المحدثين أهيب من محمد بن رافع كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم، وأولاد الظاهرية ومعهم الخدم، كأن على رءوسهم الطير. تذكرة الحفاظ ٢/ ٥٨.
وذكر ابن بطوطة في رحلته ١٦٧، والمدرسة المستنصرية ببغداد. فقال: يقعد المدرس وعلى يمينه ويساره معيدان يعيدان كل ما يمليه. وانظر تذكرة السامع ١٥٠.
٧ تذكرة السامع ١٥٢.

<<  <   >  >>