للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحاضري مجلس شيخه، فإن تأدبه معهم تأدب مع الشيخ واحترام له، ولا يقيم أحدا من مجلسه ولا يزاحمه ولا يقبل من يؤثره بمجلسه، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا١، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- إذا قام له الرجل من مجلسه لم يقعد فيه، ولا يجلس وسط الحلقة ولا قدام أحد بلا ضرورة٢، وينبغي أن يكون حراما شديدا؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن من جلس وسط الحلقة٣.

ومنها: ألا يجلس بين أخوين أو أب وابن أو قريبين أو متصاحبين إلا برضاهما معا، قال ابن عمر رضي الله عنهما: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما٤، وإذا جاء قادم أن يرحبوا له ويوسعوا له ويتفسحوا لأجله ويكرموه بما يكرم به مثله٥، ولا يخرج عن بنية الحلقة بتقدم أو تأخر، ولا يتكلم أثناء درس غيره أو درسه بما لا يتعلق به أو يقطع عليه بحثه، ولا يشارك أحد من الجماعة أحدا في حديثه٦، قال بعض الحكماء: من الأدب ألا يشارك الرجل في حديثه وإن كان أعلم به منه٧، وأنشد الخطيب في هذا المحل٨ "من الرجز":

ولا تشارك في الحديث أهله


١ رواه البخاري ٥/ ٢٣١٣، وسنن الترمذي ٥/ ٨٨، وتحفة الأحوذي ٨/ ٢٠، وتفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٨.
٢ الأدب المفرد ١/ ٣٩٥.
٣ السنن الكبرى للبيهقي ٣/ ٢٣٤، ٢٣٥، وسنن أبي داود ٤/ ٢٥٨، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٧٦، وكشف الخفاء ١/ ٣٩٤.
٤ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يجلس بين رجلين إلا بإذنهما" أبو داود ٢/ ١٨٦.
٥ تذكرة السامع ١٥٣.
٦ تذكرة السامع ١٥٣.
٧ تذكرة السامع ١٥٦، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ٣٠٤.
٨ في كتابه: الجامع لأخلاق الراوي ١/ ٣٠٤، وانظر أيضا تذكرة السامع ١٥٦.

<<  <   >  >>