للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربيعة قال: قال ابن خلدة١: يا ربيعة، أراك تفتي الناس، فإذا جاءك الرجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، ولتكن همتك أن تتخلص مما يسألك عنه٢.

وعن عطاء بن السائب التابعي٣: أدركت أقواما ليُسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وإنه ليُرْعَد، وعن عكرمة٤ قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: انطلق فأفتِ الناس وأنا لك عون، فمن جاءك يسألك عما يعنيه فأفته، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تفته؛ فإنك تطرح عن نفسك ثلثي مؤنة الناس، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأله عن شيء فقال له: لا تسأل عما لم يكن؛ فإني سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يلعن من سأل عما لم يكن، وعن معاوية قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأغلوطات٥، وعن ثوبان٦ مرفوعا: "سيكون أقوام من أمتي


١ الحلية ٣/ ٢٩٩، وابن خلدة هو أبو حفص المدني القاضي، عمر بن عبد الرحمن بن خلدة الزرقي الأنصاري: محدث ثقة، قليل الحديث، وكان رجلا مهيبا، صارما ورعا عفيفا. طبقات ابن سعد ٥/ ٢٧٩، وتهذيب الكمال ٢١/ ٣٢٨، وانظر خبره مع ربيعة في تهذيب الكمال ٢١/ ٣٢٩، والفقيه والمتفقه ٢/ ١٦٩.
٢ الحلية ٣/ ٢٩٩، وربيعة هو ربيعة الرأي، أبو عثمان، ابن فروخ التيمي بالولاء، المدني: إمام حافظ فقيه مجتهد، كان بصيرا بالرأي، وأصحاب الرأي عند أهل الحديث هم أصحاب القياس، وكان من الأجواد، وكان صاحب الفتوى بالمدينة، وبه تفقه الإمام مالك، توفي بالهاشمية من أرض الأنبار سنة ١٣٦هـ. وفيات الأعيان ٢/ ٢٨٨، والسير ٦/ ٨٩.
٣ هو أبو السائب الكوفي، عطاء بن السائب بن مالك الثقفي: محدث ثقة، ورجل صالح من خيار عباد الله، قال النسائي: ثقة في حديثه القديم، إلا أنه تغير، مات سنة ١٣٠هـ. السير ٦/ ١١٠، وطبقات الحفاظ ٧٣.
٤ هو أبو عبد الله، عكرمة بن عبد الله البربري المدني، مولى عبد الله بن عباس: تابعي، كان من أعلم الناس بالتفسير والمغازي، طاف البلاد، وكانت وفاته بالمدينة سنة ١٠٥هـ. وفيات الأعيان ٣/ ٢٦٥، والسير ٥/ ١٢.
٥ جامع بيان العلم ٢/ ١٠٥٥-١٠٥٦، وانظر تخريج الحديث فيه.
٦ هو أبو عبد الله، ثوبان بن يجدد: مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصله من أهل السراة، اشتراه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أعتقه، فلم يزل يخدمه إلى أن مات، فخرج ثوبان إلى الشام فنزل الرملة في فلسطين، ثم انتقل إلى حمص فابتنى فيها دارا، وتوفي بها سنة ٥٤، الإصابة ترجمة رقم ٩٦٩.

<<  <   >  >>