للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمدرسة بماردين١ تسمى مدرسة الشهيد، فدخلت عليه يوما امرأة فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض فعجز عن الجواب، فقالت له: أنت عذبتك واصلة إلى وسطك، وتعجز عن جواب امرأة؟ فقال لها: يا خالة، لو علمت كل مسألة يسأل عنها لوصلت عذبتي إلى قرن الثور٢، وأقوالهم في هذا كثيرة٣، وقد أسلفنا منها نبذة في آداب المعلم٤، قال الصيمري٥ والخطيب٦: كل من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها قل توفيقه واضطرب في أموره، وإذا كان كارها لذلك وأحال الأمر فيه على غيره كانت المعونة له من الله تعالى أكثر، والصلاح في جوابه أغلب، واستدلا بقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها" ٧.


١ ماردين بكسر الراء والدال: قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة، مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين. مراصد الاطلاع ٣/ ١٢١٩.
٢ طبقات الشافعية الكبرى ٩/ ٤٠٨.
٣ الفقيه والمتفقه ٢/ ١٦٥ فما بعد، وكتاب العلم للنووي ص١١٦، وآداب الفتوى ١/ ١٦.
٤ انظر الصفحة ١٠٧، فما بعد من هذا الكتاب.
٥ هو أبو عبد الله الصيمري، الحسين بن علي بن محمد: قاض، فقيه، كان شيخ الحنفية ببغداد، أصله من صيمر، من بلاد خوزستان، ولي قضاء المدائن، ثم الكرخ إلى أن مات ببغداد سنة ٦هـ. تاريخ بغداد ٨/ ٨٧، والجواهر المضية ١/ ٢١٤.
٦ هو أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب.
٧ رواه البخاري ١/ ٩٣، ٦/ ٢٤٤٣ و٢٤٧٢ و٢٦١٣، ومسلم ٣/ ١٢٧٣، وابن حبان ١٠/ ١٨٩، والمحتاج ٢/ ٥٥٩، ونيل الأوطار ٩/ ١٥٨ و١٥٩.

<<  <   >  >>