للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوة إلا بالله، وعن بعضهم أنه كان بعد الاستعاذة يقول: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} الآية [البقرة: ٣٢] {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} الآية [الأنبياء: ٧٩] ويصلي ويسلم على محمد وآله وصحبه وسائر النبيين والصالحين، ويدعو: اللهم وفقني وسددني واجمع لي بين الصواب والثواب، وأعذني من الخطأ والحرمان آمين، فإن لم يأتِ بذلك عند كل فتوى فليأتِ به عند أول فتوى يفتيها في يومه مضافا إليه سورة الفاتحة وآية الكرسي وما تيسر، فمن ثابر على ذلك كان موفقا في فتاويه. انتهى.

وقال بعضهم: ويستحب أن يكتب في أول فتواه الحمد لله، أو الله الموفق، أو حسبنا الله، أو حسبي الله، أو الجواب وبالله التوفيق، ونحوه وحذفه آخرون.

قال الصيمري: لو عمل ذلك فيما طال من المسائل واشتمل على فصول وحذف في غيرها كان حسنا، قال شيخ الإسلام النووي: المختار قول ذلك مطلقا، وأحسنه الابتداء بالحمد لله لحديث: "كل أمر ذي بال ... "١، ويقوله بلسانه ويكتبه ويختم جوابه كما قال الصيمري بقوله: والله أعلم، أو بالله التوفيق، وليكتب بعده: كتبه أو قاله فلان بن فلان الفلاني، فينتسب إلى ما يعرف به من قبيلة أو بلد أو صفة أو غير ذلك ثم إلى مذهبه، فإن كان مشهورا بالاسم فلا بأس بالاقتصار عليه، وإذا تعلقت الفتوى بالسلطان يدعو له بالصلاح أو التوفيق أو التسديد ونحو ذلك، ويكره الدعاء له بطول البقاء كما قاله شيخ الإسلام النووي نقلا عن أبي جعفر النحاس٢، قال بعضهم: هي تحية الزنادقة٣، وفي


١ وتتمته: "لا يبدأ بالحمد لله فهو أجذم"، أي: مقطوع وناقص، رواه ابن حبان ٥٧٨، وابن ماجه ١٨٩٤، والبيهقي في الكبرى ٣/ ٢٠٩.
٢ هو أبو جعفر النحاس، أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي، المصري: مفسر، أديب، كان من نظراء نفطويه وابن الأنباري، زار العراق واجتمع بعلمائه، مولده ووفاته بمصر سنة ٣٣٨هـ. إنباه الرواة ١/ ١٠١، والنجوم الزاهرة ٣/ ٣٠٠.
٣ كتاب العلم للنووي ص١٣٤، والمجموع ٤/ ٥١٠، وآداب الفتوى ١/ ٥٢، وكشاف القناع ٣/ ١٣٠، ومواهب الجليل ٢/ ١٩٩.

<<  <   >  >>