ويقول الناشر عبيد: إنه رأى "تعليقات وجيزة" بخط العلموي على "مختصر طبقات الحنابلة الذي اختصره الشمس النابلسي، وكتب في آخره ما يدل على أنه لخص هذا المختصر أيضا، كما رأيت له تعليقات أخرى على ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب"، وقد بينا ذلك خلال ترجمتنا له.
ليس له إذن مؤلفات معروفة، ولا كثيرة، أما كتابه "المعيد" فهو تلخيص، بحسب ما ينبئنا، ثم بمعرفة بحسب ما يقول، ثم وبحسب معرفة صاحب الكتاب الموسع أو الأصلي الذي يحمل اسم: الدر النضيد للبدر الغزي.
٣- البدر الغزي وملخصه العلموي:
كتاب العلموي تلخيص لكتاب الغزي، وهذا الأخير فقيه وأصولي وعالم في الحديث والتفسير، وضع كتبا كثيرة، وله مائة وبضعة عشر كتابا، بحسب قول الزركلي في "الأعلام"، ثم إن بدر الدين الغزي الدمشقي "٩٠٤-٩٨٤" هو والد المؤرخ نجم الدين الغزي "صاحب الكواكب السائرة"، وكان قد خصص لتلامذته في دمشق رواتب وأكسية.
كتاب "الدر النضيد" هو إذن أصل الكتاب الذي ندرسه هنا ونقدمه بنصه، وفي رأينا أن العلموي حتى وإن لخص فهو صاحب الآراء التي يقدمها، أو هو الموافق عليها والمتبني لها، سواء أطُبع الأصل أم لم يطبع، فالمهم هو الأفكار أو النظرية الواحدة الشاملة، وفي جميع الأحوال فإننا ننسب الأفكار، في دراستنا هذه إلى الملخص "العلموي" لا الغزي، هذا مع الإقرار للغزي بالفضل، وكثرة التآليف، والصبغة الزهدية الصوفية في أعماله المطبوعة النافعة، وفي الواقع فإن العلموي وإن لم يشر في تضاعيف كتابه إلا قليلا إلى كتاب "الدر النضيد"، فإنه قد جعل من العنوان "الذي هو المعيد" ما يدل على أنه يكرر