للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للأستاذ أبي سهل الصعلوكي١ في كلام يجري بيننا: لِمَ؟ فقال لي: أما علمتَ أن من قال لأستاذه: لم لا يفلح أبدا؟ وقال الأستاذ المذكور لأبي عبد الرحمن المذكور: عقوق الوالدين يمحوه الاستغفار، وعقوق الأستاذ لا يمحوه شيء.

وبالسند المذكور إلى ابن السبكي بسنده إلى أبي أحمد منصور بن محمد الأزدي٢ أنشد لنفسه "من البسيط":

عليك نفسك فانظر كيف تصلحها ... وخل عن عثرات الناس للناس٣

فالذم للناس للمحصي معايبهم ... والحمد عندهم للغافل الناسي

ومن شعر منصور المذكور "مجزوء الكامل":

إن شئت أن تدعى أخا الـ ... كرم السليم من العيوب٤

فاصبر على خمس بها ... يبدو النقي من المشوب


١ هو محمد بن سليمان بن محمد، من بني حنيفة: فقيه شافعي، من العلماء بالأدب والتفسير، مولده بأصبهان، وسكنه ووفاته بنيسابور، درس بالبصرة بضعة أعوام، وفي نيسابور ٣٢ سنة، ورويت عنه فوائد، وأورد الثعالبي أبياتا من نظمه، وقال: له شعر كثير، توفي في سنة ٣٦٩هـ. الوافي بالوفيات ٣/ ١٢٤، والأعلام ٦/ ١٤٩.
٢ هو منصور بن محمد بن محمد الأزدي الهروي الشافعي: قاض، كان أديبا شاعرا، له رقائق، تفقه ببغداد، وقال الباخرزي: أفضل من بخراسان على الإطلاق، يبلغ "ديوان شعره" أربعين ألف بيت، أوتي حظا وافرا من حياته، وبلغ أرذل العمر من وفاته، وكان مغرما بالشراب، له خمريات وغزليات فائقة، توفي في سنة ٤٤٠هـ. الأعلام ٧/ ٣٠٣.
٣ طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٣٤٧.
٤ طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٣٤٧-٣٤٨.

<<  <   >  >>