للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب" ١، والصفات الرديئة في القلب كلاب نابحة، ونور العلم لا يقذفه الله في القلب إلا بواسطة الملائكة {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} ٢ [الشورى: ٥١] وقال ابن مسعود: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نور يقذف في القلب٣، ووعظ بعضهم فقال: طهروا قلوبكم من الأغيار تصلح لنزول القرآن والأنوار، طهر المنزل حتى ينزل، ومن حصل له الساكن طابت له المساكن، ومن لم تُفتح له المنازل رضي بسكنَى المزابل "من المديد":

إن بيتا أنت ساكنه ... غير محتاج إلى السرج٤

ومريضا أنت عائده ... قد أتاه الله بالفرج

وجهك المأمول حجتنا ... يوم تأتي الناس بالحجج

وكان الشبلي٥ يقول "من المقتضب":


١ سنن النسائي ٧/ ١٨٥، والأحوذي ٨/ ٧٢، والسنن الكبرى ٣/ ١٤٨، وشرح النووي على صحيح مسلم ١٤/ ٨٤، ومسلم رقم ٢١٠٧ في اللباس، والترمذي رقم ٢٤٧٠ في صفة القيامة، وأبو داود ٤١٥٣ في اللباس، انظر جامع الأصول ٤/ ٨٠٣-٨٠٨.
٢ وحيا بواسطة الملَك، أو من وراء حجاب، نودي يا موسى، أو يرسل رسولا ليبلغ أمته فيكون بين الحق وبين المبلغ من الأمة اثنان: الرسول والملَك، وبين الرسول والحق جل جلاله واحد وهو الملَك.
٣ وينسب هذا القول للإمام مالك، انظر تفسير ابن كثير ٣/ ٥٥٥، والجامع لأخلاق الراوي ٢/ ١٧٤، وفيض القدير ١/ ١١٩ و٤/ ٣٨٨، وحلية الأولياء ٦/ ٣١٩.
٤ لأبي بكر الشبلي كما في المدهش ١/ ٢١، وهي مما نسبت إليه كما في ديوانه ص١٣٩.
٥ هو أبو بكر، ودُلف بن جحدر الشبلي: ناسك، كان في مبدأ أمره واليا في دنباوند، ثم ولي الحجابة للموفق العباسي، وكان أبوه حاجب الحجاب، ثم ترك الولاية وعكف على العبادة فاشتهر بالصلاح، له شعر جيد، سلك فيه مسالك المتصوفة، أصله من خراسان، ونسبته إلى قرية "شبلة" من قرى ما وراء النهر، توفي في بغداد سنة ٣٣٤هـ. تاريخ بغداد ١٤/ ٣٨٩، والأعلام ٢/ ٣٤١.

<<  <   >  >>