للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اطلبوا لأنفسكم ... مثل ما وجدت أنا١

قد وجدت لي سكنا ... ليس يشبه السكنا

إن دنوت قربني ... أو بعدت عنه دنا

وقد ابتُلي بعض أصحاب النفوس الخبيثة من فقهاء الزمان بكثير من هذه الصفات الذميمة إلا من عصمه الله، وأدوية ذلك مستوفاة في كتب الرقائق ومن أنفعها كتاب الرعاية٢ للمحاسبي٣.

ومن أدوية الحسد أن يعلم أن حكمة الله اقتضت جعل هذا الفضل في هذا الإنسان، فلا يعترض ولا يكره، فإن اعترض وكره فسُنة الله في مثل هذا جرت أن يسلبه حالته التي أنعم بها عليه وأن يزيد محسوده نعما لشكره وتواضعه وعدم غضبه لنفسه، وما أحسن ما قال الإمام المعافي بن زكريا الموصلي٤ "من المتقارب":


١ ليست في ديوانه، وهو في المدهش ١/ ٤٧٥ بلا نسبة.
٢ هو كتاب: "الرعاية لحقوق الله عز وجل" وهو مطبوع مشهور وانظر تذكرة السامع والمتكلم ٢٤.
٣ هو أبو عبد الله، الحارث بن أسد المحاسبي: من أكابر الصوفية، كان عالما بالأصول والمعاملات، واعظا مبكيا، وهو أستاذ أكثر البغداديين في عصره، وله تصانيف في الزهد والرد على المعتزلة وغيرهم، ولد ونشأ بالبصرة ومات ببغداد سنة ٢٤٣هـ. تاريخ بغداد ٨/ ٢١١، والأعلام ٢/ ١٥٣.
٤ هو أبو الفرج ابن طرار، المعافي بن زكريا بن يحيى الجريري النهرواني: قاض، من الأدباء الفقهاء، له شعر جيد، مولده ووفاته بالنهروان في العراق، ولي القضاء ببغداد، نيابة، وقيل له: الجريري؛ لأنه كان على مذهب "ابن جرير الطبري"، له تصانيف ممتعة ومفيدة في الأدب وغيره، قال السيوطي: كان من أعلم الناس في وقته بالنحو واللغة والفقه وأصناف الأدب، ثقة، توفي في سنة ٣٩٠هـ. وفيات الأعيان ٥/ ٢٢١، وطبقات الحفاظ ٤١٧.

<<  <   >  >>