الخوف: سوط الله يسوق به عباده إلى العلم والعمل لينالوا بهما القرب من الله تعالى، وهو عبارة عن: تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه فى الاستقبال، والخوف هو الذى يكف الجوارح عن المعاصى ويقيدها بالطاعات.
والخوف القاصر يدعو إلى الغفلة والجرأة على الذنب والإفراط فى الخوف يدعو إلى اليأس والقنوط.
والخوف من الله تعالى تارة يكون لمعرفة الله تعالى، ومعرفة صفاته، وأنه لو أهلك العالمين لم يبال، ولم يمنعه مانع، وتارة يكون لكثرة الجناية من العبد بمقارفة المعاصى، وتارة يكون بهما جميعاً، أو بحسب معرفته بعيوب نفسه، ومعرفته بجلال الله تعالى واستغنائه، وأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، تكون قوة خوفه.
فأخوف الناس لربه أعرفهم بنفسه وبربه، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: " والله إنى لأعلمهم بالله وأشدهعم له خشية "(١).
وقيل للإمام الشعبى: يا عالم: قال إنما العالم من يخشى الله وذلك لقول الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}(فاطر: من الآية ٢٨).