للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللوامة الملومة: هى النفس الجاهلة الظالمة، التى يلومها الله وملائكته.

اللوامة غير الملومة: وهى التى لاتزال تلوم صاحبها على تقصيره فى طاعة الله - مع بذله جهده - فهذه غير ملومة وأشرف النفوس من لامت نفسها فى طاعة الله، واحتملت ملام اللوام فى مرضاته، فلا تأخذها فى الله لومة لائم، فهذه قد تخلصت من لوم الله، وأما من رضيت بأعمالها ولم تلم نفسها، ولم تحتمل فى الله ملام اللوام، فهى التى يلومها الله عز وجلّ.

[النفس الأمارة بالسوء]

وهذه النفس المذمومة، فإنها تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها، فما تخلص أحد من شرها إلا بتوفيق الله، كما قال تعالى حاكياً عن أمرأة العزيز:

{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (يوسف: الآية ٥٣).

وقال عز وجل: {ولولاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا} (النور: من الآية ٢١).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم خطبة الحاجة: " إن الحمد الله نحمده، ونستعينه، ونسنغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا " (١).

فالشر كامنٌ فى النفس، وهو يوجب سيئات الأعمال، فإذا خلى الله بين العبد وبين نفسه هلك بين شرها، ـ وما تقتضيه من سيئات الاعمال وإن وفقه الله وأعانه نجا من ذلك كله.

فنسأل الله العظيم أن يعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

وخلاصة القول: إن النفس واحدة تكون: أمارة، ثم لوامة، ثم مطمئنة


(١) رواه أبو داود (٢١١٨) النكاح، وقال الألبانى: صحيح، وانظر رسالته: خطبة الحاجة للألبانى.

<<  <   >  >>