أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكراً والمنكر معروفاً والسنة بدعة، والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقاً
الثانى: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانقياده للهوى واتباعه له.
وقلب أبيض: قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت الفتنة أنكرها وردها، فازداد نوره وإشراقه.
[٤ - سموم القلب الأربعة]
أعلم أن المعاصى كلها سموم للقلب وأسباب لمرضه وهلاكه، وهى منتجة لمرض القلب وإرادته غير إرادة الله عز وجل، وسبب لزيادة مرضه.
قال ابن المبارك:
رأيت الذنوب تُميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانُها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخيرُ لنفسك عصيانُها
فمن أراد سلامة قلبه وحياته فعليه بتخليص قلبه من آثار تلك السموم، ثم بالمحافظة عليه بعدم تعاطى سموم جديدة، وإذا تناول شيئاً من ذلك خطأ سارع إلى محو أثرها بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية.
ونقصد بالسموم الأربعة: فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول الطعام، وفضول المخالطة، وهى أشهر هذه السموم انتشاراً، وأشدها تأثيراً فى حياة القلب.