بأجسادهم لحفظ حياتها ودفع هلاكها، فكلهم يأكل ما يفيده ويترك ما يتحقق مضرته، ولكنهم يتناولون السموم الضارة المهلكة لقلوبهم، ويزهدون فى الأغذية النافعة لها، حتى صارت الأجسام لها قبورٌ إلا من رحم ربك وقليل ما هم.
ثم ذكرت باباً فى محاسبة النفس، وباباً فى الزهد وأضرار حب الدنيا، وللأسف قسم هذا الموضوع فى جميع الطبعات السابقة مع أنه موضوع واحد فالتأم شمله بفضل الله عزّ وجلّ فى هذه الطبعة.
ثم ذكرت عدة عبادات من أحب العبادات إلى الله عزّ وجلّ لا تصلح القلوب إلا بها كالصبر والشكر والرجاء والخوف والمحبة والتوكل والرضا، وختمت هذه الجولة الطيبة فى الرقائق وما تزكو به النفس بالتوبة التى هى وظيفة العمر والسبب الموصل إلى محبة الله عزّ وجلّ:{إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(البقرة: من الآية٢٢٢).
فنسأل الله أن يوفقنا لتوبة نصوح وأن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يتجاوز عما فيها من نقص وزلل، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.