للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: " والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم " (١).

وعن المستورد بن شداد الفهرى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما الدنيا فى الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه فى اليم فلينظر بم يرجع" (٢).

وعن سهل بن سعد عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " (٣).

فالزهد: هو الإعراض عن الشىء لاستقلاله، واحتقاره، وارتفاع الهمة عنه، يقال: شىء زهيد أى قليل حقير.

قال يونس بن ميسرة: " ليس الزهادة فى الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة فى الدنيا أن تكون بما فى يد الله أوثق منك بما فى يدك، وأن تكون حالك فى المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء وأن يكون مادحكم وذامّكم فى الحق سواء ".

ففسر الزهد فى الدنيا بثلاثة أشياء كلها من أعمال القلوب لامن أعمال الجوارح، ولهذا كان أبو سليمان يقول: لاتشهد لأحد بالزهد.

أحدها: أن يكون العبد بما فى يد الله أوثق منه بما فى يد نفسه، وهذا ينشأ من صحة اليقين وقوته، قيل لأبى حازم الزاهد: ما مالك؟ قال:


(١) رواه مسلم (١٨/ ٩٣) الزهد، وأبو داود (١٨٤) الطهارة، وقوله: " والناس كنفتيه " أى حوله وفيه أدب سير طلاب العلم مع العالم، وقوله: " أسك " أى صغير الأذنين.
(٢) رواه مسلم (١٨/ ٩٣) الجنة وصفة نعيمها، والترمذى (٩/ ١٩٩) الزهد، ابن ماجه (٤١٠٨).
(٣) رواه الترمذى (٩/ ١٩٨) الزهد، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبى: زكريا ضعفوه، وقال الألبانى: والصواب أن الحديث صحيح لغيره فإن له شواهد تقويه وانظر شواهده فى الصحيحة رقم ٩٤٣.

<<  <   >  >>