للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ديناً ومحمد رسولاً " (١).

وقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: " من قال حين يسمع النداء رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ومحمد رسولاً غفرت ذنوبه " (٢).

ونظر علىّ بن أبى طالب - رضي الله عنه - إلى عدىّ بن حاتم كئيباً، فقال: مالى أراك كئيباً حزيناً؟ فقال: وما يمنعنى وقد قتل ابناى وفقئت عينى فقال: ياعدىّ من رضى بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله.

دخل أبو الدرداء - رضي الله عنه - على رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء: أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.

وقال أبو معاوية فى قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: من الآية ٩٧). الرضا والقناعة.

قال الحسن: ": من رضى بما قسم له وسعه وبارك الله فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه ".

وقال عمر بن عبد العزيز: " ما بقى لى سرور إلا فى مواقع القدر"، وقيل له ما تشتهى؟ فقال: " ما يقضى الله


(١) رواه مسلم (٢/ ٢) الإيمان، والترمذى (١٠/ ٩١) الإيمان، قال صاحب التجويد: معنى رضيت بالشىء: قنعت به واكتفيت به ولم أطلب معه غيره، فمعنى الحديث: لم يطلب غير الله تعالى ولم يسع فى غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولا شك أن من كانت هذه صفته فقد خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه وذاق طعمه. وقال القاضى عياض: معنى الحديث صح إيمانه واطمأنت به نفسه وخامر باطنه لأن رضاه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته ونفاذ بصيرته ومخالطة بشاشته قلبه لأن من رضى أمراً سهل عليه فكذا المؤمن إذا دخل قلبه الإيمان سهل عليه طاعات الله تعالى ولذات له والله أعلم.
(٢) رواه مسلم (٤/ ٨٦) الصلاة، وأبو داود (٥٢١) الصلاة، والترمذى (٢/ ١١، ١٢).

<<  <   >  >>