للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاحبها على حال هي أحسن من حاله الأولى ..

أخي: إذا فكرت في حقيقة التوبة النصوح وجدتَها نادرة الوجود!

فالتائبون كثيرون .. ولكن قليل أولئك الذين يَصدقون في توبتهم!

وكيف لا تكون نادرة وقد عرَّفها جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فقالوا: (هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع! )

أخي المسلم: صدق العزيمة دواء لكل داء، وبصدق العزيمة يستطيع العاصي أن يقلع عن كل ذنب! وبضعف العزيمة يقع المرء في أمور وأخطاء قبيحة!

ولك أن تنظر في حال هذين الرجلين أيهما أصدق عزيمة!

رجل استيقظ عند بزوغ الفجر .. وفي البرد الشديد .. في وقت تشتاق فيه النفوس إلى الدفء والنوم، ثم توضأ في ذلك البرد .. ثم خرج من بيته وفراشه الدافئ إلى بيت من بيوت الله تعالى ليلبِّي نداء ربه تعالى: حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. والبرد يلفح وجهَه وأطرافه!

ما الذي دعى هذا الرجل إلى ذلك؟ !

أليست هي العزيمة الصادقة في السعي إلى مرضاة الله تعالى؟ !

وهنالك رجل آخر سهر أول ليله في اللهو وهوى النفس! حتى

<<  <   >  >>