وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عمر - رضي الله عنهما:«كن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيل! » وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رواه البخاري.
أيُّها المذنبُ فلتقطع حبلَ الأمل الطويل بقصر الأمل؛ فإنك متى ما استرسلتَ للآمال قادَتْك إلى المهالك.
الإكثار من ذكر الموت: إنَّ الإكثارَ من ذكر الموت يُرَقِّق القلوب .. ويزهد في الدنيا .. ويدفع إلى عمل الصالحات والاستعداد ليوم اللقاء .. لذا حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من ذكر الموت فقال صلى الله عليه وسلم:«أكثروا من ذكر هادم اللَّذَّات». رواه الترمذي والنسائي، صحيح النسائي (١٨٢٣).
قال الدَّقَّاق - رحمه الله: مَنْ أكثر من ذكر الموت أُكْرم بثلاثة أشياء: تعجيلُ التَّوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والتكاسل في العبادة.
المبادرة إلى محاسبة النفس: إن المسارعة إلى محاسبة النفس يعتبر من الأدوية الناجعة لأدواء المعاصي، والمؤمن يحتاج إلى ساعات يحاسب فيها نفسه كيما يردها إلى الطريق إذا انحرفت، ومحاسبة النفس ديدن الصالحين؛ فأولى بالمذنب أن يجعل ذلك من شغله حتى لا يغرق في بحر الذنوب وهو لا يشعر!