قال ابن القيم:«ومن منزلة المحاسبة يصحُّ له نزول منزلة التوبة، وأنه إذا حاسب نفسه عرف ما عليه من الحق فخرج منه وتنصل منه إلى صاحبه، وهي حقيقة التوبة».
وقال مالك بن دينار - رحمه الله: رحم الله عبدًا قال لنفسه النفيسة: ألست صاحبةَ كذا؟ ألست صاحبةَ كذا؟ ثم ذمَّها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائدًا.
الابتعاد عن مواطن المعاصي ومفارَقَةُ قرناء السوء: إن الابتعاد عن مكان المعصية مما يساعد على التوبة، كما أن القرب من مواطن المعاصي يُحَرِّضُ على المعصية، وكذلك على سالك طريق التوبة أن يبتعد عن مجالَسة قرناء السوء ويلتمس صحبة الأخيار وأهل الصلاح ..
وفي الحديث المشهور ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء فقال صلى الله عليه وسلم:«إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يُحذيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة». رواه البخاري ومسلم.
وأخيرًا أخي المسلم: ولتعلم أن فوق ذلك كله وخير وسيلة في سلوك طريق التوبة الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى أن يعينك على التوبة النصوح.
وقد أخبرنا الله تعالى عن نبيه يوسف عليه الصلاة والسلام أنه