وإذا تمكن التائب من ذروة الطاعات فأنى لسيل المعاصي أن يدركه؟ !
خامسًا: محبة الله ورسوله والمؤمنين:
فإن صدق التوبة داع لصدق الأعمال، وإن من أعلاها محبة الله تعالى، ومن محبة الله تتفرع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ والتي هي لازم محبة الله تعالى؛ قال تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران: ٣١].
وإذا أحب العبد الله ورسوله كان لازم ذلك محبة أولياء الله تعالى وهم المؤمنون ..
فإذا تحقَّق لدى التائب ذلك تحقَّق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:«ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبّه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار». رواه البخاري ومسلم.
فيجد التائب لذةَ الطاعات؛ قال الإمام النووي - رحمه الله:«هذا حديث عظيم وأصل من أصول الدين، ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا، ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته».
سادسًا: أن يتذكر الموت:
وإذا كان التائب كثير التذكُّر للموت ظهرت عليه دلائلُ الرغبة