للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند الناس؛ ولكن الفضل بيد الله تعالى، فقد يقيض الله للداعي من يجدد ذلك الهدى الذي دعا إليه ولو بعد حين، فيعمل به، وينشره بين الناس ويحصل به الخير الكثير، والله أعلم.

أهمية العلم الشرعي للداعي الذي يدعو الناس الى الخير والهدى

لابد للإنسان أن يكون على علم، ومعرفة بدين الله تعالى، قبل أن يدعو الناس الى الهدى والخير، ولا يحصل ذلك، بل لا يستطيع أن يفرق بين الهدى من الضلال، وبين الخير من الشر، إلا بموجب العلم الشرعي الذي من خلاله يميز الفرق بينهما، ولذلك قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨] قال ابن كثير في تفسيره: "يقول الله تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين: الإنس والجن، آمرا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله، أي طريقه ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك، ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي" (١).

فإذا لم يكن الإنسان على حجة، وعلى علم من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد يكون داع الى الضلالة دون علم منه، وهو يظن أنه يدعو الناس الى الخير والهدى


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٢٢).

<<  <   >  >>