للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإضافة (١)، وإنه لما تسبب في إيجادها جعل كأنه العامل لها المأجور بها، قال علي القاري: "قال ابن الملك: أي بعد ممات من سنها قيد به لما يتوهم أن ذلك الأجر يكتب له ما دام حيا اهـ. قلت [أي القاري]: وفيه أنه يتوهم حينئذ أن الأجر لا يكتب له وهو حي، فالأحسن أن يقال من بعد ما سنها" (٢).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من غير أن ينقص من أجورهم شيء» قال ابن علان: "أي: إن حصول أجر مثل الفاعل لها لدلالته عليها، لا يدخل به شيء من النقص في أجورهم" (٣)، أي إنه مع ما يحصل من الأجر لفاعل السنة أو المبتدئ بها، فإن ذلك لا ينقص من أجور العاملين بها شيء، فأجورهم كاملة تامة.

تنبيه وتحذير:

لا يجوز ولا يفهم من هذا الحديث جهلا أنه يجوز للإنسان أن يُحدث ويبتدع في الدين ما ليس منه، ولا عليه دليل شرعي، سواء كانت البدع والمحدثات قولية، أو فعلية، فكل ذلك مردود على صاحبه، وهو عاص لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، نعم؛ لأن من سن في الإسلام سنة ليست ثابتة في الشرع، فهي بدعة مردودة على صاحبها وإن ظنها حسنة؛ كونه ابتدع في دين الله ما ليس منه؛ ولذلك حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعل


(١) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١/ ٢٩٤).
(٢) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للهروي القاري (١/ ٢٩٤).
(٣) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (٢/ ٤٤٦).

<<  <   >  >>