للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الأنعام، الآية: ١١٨] .

وأجمع المسلمون على أن المؤذن إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فإنه قد أتى بالتوحيد وأقر بالنبوة إلا المعتزلة فإنه يلزمهم أن يقولوا: أشهد أن الذي اسمه (الله) لا إله إلا هو وأشهد أن الذي اسمه محمد رسول الله، وهذا خلاف ما وردت به الشريعة وخلاف ما عليه المسلمون، وكذلك هذه الأيمان التي بالله تبارك وتعالى كلها عندهم يجب أن تكون مخلوقة والناس يحلفون بالمخلوق دون الخالق لأن الاسم غير المسمى والاسم مخلوق عندهم، والذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: «باسمك اللهم أحيا وأموت» (١) وكان يستشفي للمرضى بقوله: «أعيذك بكلمات الله التامة» ، وكان يعوِّذ بها حسنا وحسينا، وجبريل حين اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عوَّذه بها، ثم قول الناس في الأدعية: اللهم اغفر لي وارحمني: معناه عندهم: من اسمه اللهم الذي هو مخلوق اغفر لي، وهذا كفر بالله وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين ولغة العرب والعرف والعادة.


(١) البخاري (١١ / ٩٦) ح ١١١ من حديث حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما مرفوعا.

<<  <   >  >>