(أركان الإيمان) * والإيمان عندهم هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم وما أصابهم لم يكن ليخطئهم.
الشرح: تقدم شرح هذه الأركان في أول الكتاب، أما الإيمان باليوم الآخر فسيذكره المؤلف مفصلا في ثنايا الرسالة.
وقوله:(وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم وما أصابهم لم يكن ليخطئهم) فإنه مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك»(١) .
ومعنى ذلك أن الإنسان إذا قدر الله له أن يصاب بسوء فليس من الممكن أن يخطئه هذا السوء، بل لا بد أن يصيبه وإن فعل ما فعل، وتحرَّز بما تحرز، فهو لا بد مصيبه، وإن قدّر الله له أن يعافى من هذا السوء فإنه لا يمكن أن يصاب به، وإن اجتمع
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١ / ١٢٣) ح (١١٢٤٣) من رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس.