(إثبات المشيئة) * وأن الأشياء تكون بمشيئة الله كما قال عز وجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وكما قال المسلمون: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون.
الشرح: قلت: وهذا مذهبهم: أن كل ما هو كائن فبقضاء الله وقدره، هذا ما قرره أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة أهل الحديث [ص (٥١) ] حيث قال: (ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون، كما قال تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} ويقولون: لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله، ولا أن يبدل علم الله؛ فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو والقادر لا يُغلب) .
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية [ (٨ / ٣٦٢) ] : (أي ليست المشيئة موكولة إليكم، فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل، بل ذلك كله تابع لمشيئة الله عز وجل رب العالمين) .
وقال البغوي في تفسيره لهذه الآية [ (٨ / ٣٥١) ] : (أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك