للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي حديث النواس بن سمعان «أنه يخرج من طريق بين الشام والعراق فيدعو الناس إلى عبادته، فأكثر من يتبعه اليهود والنساء والأعراب ويتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان، فيسير في الأرض كلها كالغيث استدبرته الريح إلا مكة والمدينة فيُمنع منهما، ومدته أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وباقي أيامه كالعادة، وهو أعور العين مكتوب بين عينيه (ك ف ر) يقرؤه المؤمن فقط، وله فتنة عظيمة منها أنه يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، معه جنة ونار فجنته نار وناره جنة» (١) قال القاضي عياض: (هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حُجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى: من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا معه، وجنته وناره، ونهريه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ثم يعجزه الله تبارك وتعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا


(١) ابن ماجه، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم (٢ / ١٣٥٦، ١٣٥٩) ح ٤٠٧٥ و ٤٠٧٧.

<<  <   >  >>