سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك، فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت: الله اسم عربي والرحمن اسم عربي، والرحمن من أسماء الله تعالى ونحو ذلك، فالاسم هاهنا هو المراد لا المسمى، ولا يقال غيره، لما في لفظ (الغير) من الإجمال: فإن أُريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له، حتى خلق لنفسه أسماء، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم؛ فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى [انظر شرح العقيدة الطحاوية (ص ٨٠- ٨١) ، ودرء تعارض العقل والنقل (٣ / ٢٤ - ٢٥) ] .
والأحسن أن يقال إن أسماء الله هي أسماء حسنى لله، وقد خالفت الأشعرية إمامهم الأشعري وسائر أئمة الإسلام فجعلوا أسماء الله غير الله ثم حكموا بأنها مخلوقة، وهذا القول لا يقل كفرا عن القول بخلق القرآن.
قال الإمام أحمد:(من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهو كافر) ، وقال إسحاق بن راهويه:(أفضوا الجهمية إلى أن قالوا: أسماء الله مخلوقة. . وهذا الكفر المحض) ، وقال خلف بن هشام المقري:(من قال إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس) . [نقلها اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٢ / ٢٠٧، ٢١٤) ] .