الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، إِذَا كَانَ مُحْسِنًا، وَعَجَزَ عَنِ الْعَمَلِ، وَيَعْلَمُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا، لَكَانَ يَعْمَلُ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ، فَإِنَّهُ يَكْتُبُ لَهُ ثَوَابَ تِلْكَ الْأَعْمَالِ، وَيَكُونُ الْمَرَضُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ.
يَعْنِي إِذَا تَابَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَأَمَّا إِذَا لَمْ يَتُبْ وَمِنْ نِيَّتِهِ أَنَّهُ إِذَا بَرِئَ مِنْ مَرَضِهِ، يَعُودُ إِلَى مِثْلِ أَعْمَالِهِ الْخَبِيثَةِ، فَإِنَّهُ لَا يُكَفَّرُ عَنْهُ
٨٥٤ - وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «الْحُمَّى حِفْظُ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنَ النَّارِ»
٨٥٥ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: «قَالَ رَبُّكُمْ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا أُخْرِجُ عَبْدًا مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرْحَمَهُ، حَتَّى أُنَقِّيَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ عَمِلَهَا بِسُقْمٍ فِي جَسَدِهِ، أَوْ ضِيقٍ فِي مَعِيشَتِهِ، فَإِنْ بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ شَدَدْتُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ، حَتَّى يَجِيءَ إِلَيَّ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَلَا أُخْرِجُ عَبْدًا مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعَذِّبَهُ، حَتَّى أُوَفِّيهِ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلَهَا، بِصِحَّةٍ فِي جَسَدِهِ، أَوْ سِعَةٍ فِي رِزْقِهِ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ هَوَّنْتُ عَلَيْهِ الْمَوْتَ حَتَّى يَجِيءَ إِلَيَّ وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ» وَعَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَرِضَ مَرَضًا يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي صِحَّتِهِ حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُخْلِيَ سَبِيلَهُ
٨٥٦ - وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ انْغَمَسَ فِيهَا»
٨٥٧ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، الْيَوْمُ بِسُبْعُ مِائَةِ يَوْمٍ، وَمَنْ تَبِعَ جِنَازَةً، فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
الْيَوْمُ بِسُبْعُ مِائَةِ يَوْمٍ» .
وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، فَشَكَا إِلَيْهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute