قال: الجواد من جاد بحقوق الله في ماله، والبخيل من منع حقوق الله تعالى وبخل على ربه. وليس الجواد من أخذ حراماً وأنفق إسرافاً «١» » .
وعن أبي هريرة رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السخيَّ* ٣٤ قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس، قريبٌ من الجنة، بعيدٌ من النار. وإن البخيل بعيدٌ من الله، بعيد من الناس، بعيدٌ من الجنة، قريبٌ من النار.
ولَجاهلٌ سخيٌ أحبُّ إلى الله تعالى من عابد بخيل. وأكبر الداء البخل «٢» » وعن عبد الله بن عمرو رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلقان يحبهما* ٣٥ الله عز وجل، وخلقان يبغضهما الله عز وجل: فأما اللذان يحبهما الله تعالى فالسخاء وحسن الخُلُق. وأما اللذان يبغضهما الله عز وجل فالبخل وسوء الخلق.
وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس «٣» » .
رفع الواقدي رحمه الله إلى المأمون رقعةً يذكر فيها كثرة الدين وقلة* ٣٦ صبره عليه. فوقَّع فيها المأمون: أنت رجلٌ فيك خلتان: السخاء والحياء.
فالسخاء أطلق ما في يديك، والحياء منعك من إبلاغنا ما أنت عليه. وقد أمرت لك بمائة ألفٍ، فإن كنتُ أصبتُ إرادتك فازدد في بسط يدك «٤» وإن لم